بماذا تحلم يا بحريني؟

شؤون بحرينية
تعرض قناة البحرين الحكومية برنامج اسبوعي باسم يوث تايمز، ولأنني لست من مدمني متابعة ما يعرض على التلفاز وخصوصاً التلفزيون البحريني الحكومي فإن مشاهدة حلقة يوث تايمز في يوم السبت كانت من قبيل الصدفة البحتة، ورب صدفة خير من ألف ميعاد. لا أعرف بالقطع ما القضايا التي يمكن أن تطرح في برنامج يوث تايمز ولكنني لفرط ما سمعته عن برامج التلفزيون الحكومي من المقربين من عدم وجود علاقة بين فحوى البرنامج والعنوان، قد صرت أتوقع عدم علاقة الشباب بموضوع الحلقات التي عُرضت وتـُعرض. يبدأ المذيع علي حسين بعرض مقدمة عن حلقة الاسبوع ليتضح بعد قليل أن حلقة الأسبوع تتكلم عن أحلام الشباب. شباب بشنو تحلمون؟ الشاب البحريني بماذا يحلم؟ الشابة البحرينية بماذا تحلم؟
كان هناك تقرير، قام المذيع بزيارة دار سينما، إحم .. الى ماذا يشير هذا الامر؟ أعتقد ان المذيع اراد استضافة شريحة من الشباب ألا وهم "الذاهبون الى السينما" واللذين يضعون الجل في شعرهم علّ وعسى يحظى بفرصة اكتشاف المختلف من الاحلام، ولكن الاحلام كانت هي هي، ومؤكد ظهرت كما هي هي حتى بعد المونتاج ومحاولة ايجاد المختلف، حيث ظهر الحلم عند كل بحريني هو بالترتيب الوظيفة .. الزواج .. البيت. عن ماذا تبحث ايها المذيع؟ نعم الأشياء البديهية والأحلام الروتينية هي ما ستجده عند كل بحريني، لأن الحصول على وظيفة هو حلم شاق التحقيق، ولأن الحصول على وحدة سكنية هو في الواقع حلم نعم حلم نعم نعم حلم وقد يتحول الى كابوس حين تفكر في السنين التي ستعبرها مع زوجك المصون بدفع ايجار الشقة بنصف راتبك لمدة تزيد عن نصف العمر الذي ستتمكن من ان تعيشه. طبعاً ما زال المذيع في رحلة بحث مضنية عن مواطن واحد يحلم بشيء آخر حيث ستدرك أن القناة الحكومية تعيش فوق الواقع وتسبح في الخيال بحيث تعتقد أن المواطن انتهى من مرحلة الاحلام الروتينية وانتقل الى ما هو ابعد، حتى فاجأهم اتصال من سيدة بحرينية كانت كالقشة التي قصمت ظهر البعير إذ قالت وبكل حسرة أنها مع عائلتها تعيش في منزل والد زوجها في غرفة وحيدة وأقصى ما تحلم به ابنها هو أن يحصل على غرفة خاصة وخزانة ملابس خاصة في منزل ما، لأنهم منذ أربعة عشر عامٍ ينتظرون الوحدة السكنية التي وعدتهم بها الحكومة.. وانقطع الاتصال، والمذيع بوجهه البشوش، لا أختي مو هذا موضوعنا، نعم أخته هم يتكلمون عن أحلام أكبر، ومنها على سبيل المثال تأسيس شركة خاصة بك، الحصول على ترقية تصل بك إلى عنان السماء، أما حلمك الآخر، فما هذا الحلم سيدتي؟